أخبار

المنفى في أربيل: حكومة كندا متهمة بالتخلي عن امرأة عالقة في العراق

اخبار كندا – خرجت الشابة س.أ في الـ26 من يونيو عام 2011 من معتقل Roj  شمال شرق سوريا، وكانت تطمح للقاء ابنتها في كندا بعد أيام قليلة من الخروج من المعتقل.

فقبل أشهر فقط، أٌنقذت طفلتها من نفس المعتقل البائس  بمساعدة دبلوماسي أمريكي سابق كان لديه الوقت والمال والصلات الصحيحة لتحقيق ذلك.

وقالت المرأة التي تقيم جالياً في مدينة أربيل العراقية  إنها تنتظر أن تصدر كندا تأشيرة الدخول لها، والتي كان من المفترض أن تصدر خلال أيام وليس خلال أشهر طويلة,

تعيش المرأة حالياً في فندق بأربيل بتأشيرة عراقية منتهية الصلاحية، الأمر الذي يجعلها تخشى الترحيل إلى سوريا، وقالت: “أحاول الحفاظ على صحتي النفسية قدر الإمكان، أريد أن أكون في حالة ذهنية جيدة عند مقابلة ابنتي للمرة الأولى”.

بدوره قال محامي المرأة في أوتاوا: “لا يمكنني القول إلا أن تصرف كندا غير مقبول على الإطلاق، فبموجب ميثاق الحريات والحقوق يمكننا اعتبار أن الحكومة الكندية تتعمد تأخير مساعدة هذه المرأة وقد يكون السبب في ذلك هو ارتباط المرأة السابق مع داعش”.

ما حقيقة ارتباط المرأة مع داعش؟

هاجرت عائلة س. أ. إلى كندا من الصومال في عام 1993، ولم تفصح عن السبب الذي دفعها للسفر إلى سوريا بعد عقدين ولم تتحدث عما كانت تعمل في سوريا، لكن يُعتقد أن وجودها هناك كان مرتبطاً بتنظيم داعش.

وأضافت: “حاولت عدة مرات المغادرة ، لكن لم يُسمح لي بذلك، لم أتمكن من التحدث مع عائلتي أو أصدقائي، سُلب مني هاتفي المحمول، وانقطعت تماماً عن العالم الخارجي”.

وُلدت ابنتها في عام 2016، وعندما هُزِم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، انتهى بهما الأمر في معسكر اعتقال كردي، وعن هذه المرحلة كتبت: “كان المخيم فوضوياً، جودة الحياة فيه سيئة، لا يوجد مياه نظيفة، كنا نمرض أنا وابنتي يومياً، سمعت العديد من أصوات الطلقات النارية، كنا نعيش في خوف دائم كل ليلة تقريباً”.

احتُجزت المرأة في الحبس الانفرادي في المعتقل لمدة شهر تقريباً، وقالت: “كانت عملية تفتيشي اليومية في هذا الحبس بمثابة اعتداء جنسي من قبل جندي كردي، الأمر الذي أصابني بصدمة كبيرة”.

بعد فترة نٌقلت إلى معسكر آخر وهو معسكر روج، وهنا أخذت القصة منحى آخر، حيث سمعت س.أ عن دبلوماسي أمريكي متقاعد اسمه بيتر غالبيرث، كان يساعد النساء والأطفال على الخروج من المعتقل مستخدماً علاقاته القوية مع الأكراد.

ومن خلال غالبيرث أصبحت المرأة مخبرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وهو القرار الذي عرضها لخطر كبير، لكنه من جهة أخرى فتح لها باب الذهاب إلى كندا.

وقالت: “سألني غالبيرث إن كنت على استعداد للتعاون، لقد ساعدتهم على القيام بالعديد من الأشياء لذا ساعدوني وابنتي على الخروج من المخيم”.

رافقها غالبريث من شمال شرق سوريا إلى أربيل، حيث تمكنت من الاتصال بالمسؤولين الكنديين، متوقعة أنها ستكون هناك بعد بضعة أيام ، لكن هذه الأيام تحولت لأسابيع وأشهر,

غالبيرث يحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية، ويصف نفسه على أنه مستشار سياسي ومستشار علاقات دولية ودبلوماسي امريكي.

وقد انتقد غالبيرث تأخر كندا في إصدار أوراق السفر الطارئة لهذه المرأة، وقال: “لم أتخيل أبداً أنها ستظل في أربيل طيلة هذه المدة”.

وقال محاميها: “وعدتها كندا إذا خرجت وذهبت إلى سفارة أو قنصلية كندية، سيساعدونها على العودة إلى كندا، لكن كل هذا التأخير يعني أن الوعود تحولت لأكاذيب”.

وتقول س.أ. إن كندا كانت تعلم أنها كانت مخبرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وقد جاء خمسة من ضباط شرطة الخيالة الملكية الكندية مؤخراً إلى أربيل لمقابلتها، وتعتقد س.أ أنهم أتوا من أجل معرفة إن كانت ستمثل تهديداً أمنياً على كندا.

وأضافت: “فعلت كل ما بوسعي لإثبات أنني لا أشكل خطر على أحد، فإذا كنت بهذا الخطر لن أجلس أربعة أشهر في غرفة أنتظر ذهابي إلى كندا”.

ترغب س.أ بالذهاب إلى كندا لأنها دولة مسالمة جيدة وأنها بلاد عادلة، ولكنها لا ترى سبباً لهذا التأخير.

رفضت Global Affairs Canada التعليق على قضيتها، ويبقى السؤال الذي لم تتم الإجابة عليها: متى ستصدر كندا أوراق سفرها؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى